عادةً ما تُعيد رائحة معينة العديد من المواقف والذكريات، ويسترجع معها الشخص تفاصيل هذه المواقف والذكريات رغم مرور السنين، وغالباً ما يتكرر الأمر مع العديد من الروائح، فكيف تؤثر الرائحة على دماغ الإنسان؟
يعتقد العلماء أن حاسة الشم هي أقدم حاسة للإنسان وأكثرها تطورًا، بحيث يستطيع الإنسان أن يميز عدد كبير من الروائح المختلفة.
فعندما نستنشق رائحة معينة تقوم الشعيرات الصغيرة المتمثلة بالمستقبلات بإرسال إشارات إلى دماغنا، فتؤثر هذه الإشارات على أجزاء مختلفة من الدماغ وتتمثل هذه الأجزاء بـ التأثير على العاطفة والتحفيز والذاكرة و من هنا يمكننا أن نفهم أن الروائح تؤثّر على الدماغ الذي بدوره يؤثر على العواطف والذاكرة من خلال الهرمونات المُطلقة لذلك تعد حاسة الشم ذاكرة الدماغ.
على صعيد العاطفة، فالروائح تؤثر بشكل كبير في سلوك البشر فتحرك عواطفه وتسيطر على مزاجه، فاستنشاقنا لرائحة معينة قد يشعرنا بالفرح والسعادة، وأخرى قد تسبّب لنا الحزن والاكتئاب. كما أظهرت الأبحاث مدى تأثير الرائحة على حالات الأرق والإجهاد فهناك روائح تساعدنا على التخلص من هذه الحالات.
أما على صعيد الذاكرة، فلابد أنك لاحظت أنك بمجرد استنشاقك لرائحة معينة استرجعت معها العديد من الذكريات والمواقف التي مررت بها أو تذكرت أماكن لها نفس الرائحة. حيث تختلف الذكريات باختلاف الروائح.
إليك فيما يلي كيف تساهم بعض أنواع الروائح بالتأثير على الدماغ:
-
تساهم الروائح في الحدّ من التوتر والأرق:
تُستخدم العديد من الروائح للحد من التوتر والأرق وتتمثل هذه الروائح برائحة الأزهار والخزامى والفانيليا. وتُعد رائحة اللافندر من الروائح التي تساعد الجسم على الاسترخاء مما يجعل الشخص الذي يستنشق هذه الروائح يتخلص من التوتر والأرق.

-
تساهم الروائح في زيادة نسبة التركيز:
يمكن أيضاً أن يتم تحسين التركيز من خلال روائح العطور القويّة، أو من خلال روائح كالنعناع والكافور والفراولة والخزامى، والتي لها تأثير يجعل الدماغ أكثر يقظة. بسبب هذا الاعتقاد، يقوم بعض المنتجين اليابانيين برش هذه الروائح في مصانعهم من أجل تحسين الإنتاجية وتقليل الهدر من خلال الأخطاء المرتبطة بالتركيز. كما يفسّر لنا هذا الأمر لماذا يتمّ استخدام روائح الكحول القوية عندما يغيب الشخص عن الوعي، في الواقع تدخل هذه الروائح القوية عبر الأنف وتصل إلى الدماغ فتحفّز إنتاج الهرمونات المسؤولة عن اليقظة فيستعيد الشخص وعيه.
-
تحسين المزاج:
للروائح تأثير قوى يخترق كل الحواس حيث تساهم بشكل كبير في تغيير المزاج وتخلق إحساس إيجابي يساعد على الإبداع والابتكار. وتبين الدراسات أن الروائح لها دور كبير في نقل حالاتك من الحزن إلى الفرح ومن الاكتئاب إلى السعادة. فهناك 7 روائح أساسيّة من العطور التي يمكنها تغيير مزاجك وإنعاشكِ، وهي:
-
رائحة الليمون:
تعزّز التركيز وتتميز بخصائص مهدئة ومفيدة عندما تشعرين بالغضب أو القلق أو الانهيار.
-
رائحة اللافندر:
تحتوي على خصائص مهدئة تساعد في السيطرة على التوتر العاطفي.
-
رائحة الياسمين:
تساهم في تهدئة الأعصاب.
-
رائحة إكليل الجبل:
تعزّز التركيز.
-
رائحة القرفة:
تساهم في تهدئة الأعصاب.
-
رائحة النعناع:
تجعلك تشعر بالانتعاش.
-
الزنجبيل:
تُستخدم لمكافحة الشعور بالوحدة، والاكتئاب لأنّها رائحة منعشة وخشبية، وتُستخدم للتقليل من الشعور بالغثيان وكعطر ينشط الروح.
-
تزيد الروائح من الثقة بالنفس:
تعزّز روائح عبير المسك، والفانيلا، والعود الشعور بالأنوثة والجمال في المرأة لأنّها روائح ناعمة ولكن في الوقت نفسه تحتوي على نوع الحديّة التي تجذب من يشمّها، من هنا تعتبر هذه الروائح عامل لجذب الطرف الآخر مما يجعل المرأة تشعر بالأنوثة وترتفع لديها الثقة بالنفس. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الروائح أيضاً أن تحسّن المزاج، وتنشّط الذاكرة.
-
تساعد الروائح على الاسترخاء:
إذا كنت تبحث عن الهدوء والاسترخاء فيمكنك أن تستخدم مزيجاً من عبير البابونج واللافندر فهذه الروائح تنشّط الحواس وتُبقي الفرد هادئاً طوال الوقت، وتجعل الأعصاب تسترخي. لهذا السبب يتمّ استخدام زيت اللافندر من قبل المعالجين الفيزيائيين وخصوصاً خلال جلسات المساج إذ إن رائحته تساعد على الاسترخاء، وتهدئة الجسم ما يترك شعوراً كبيراً بالراحة والهدوء.
وفي الختام بعد معرفتنا لمدى مساهمة أنواع روائح العطور في تحسين حالاتنا المزاجية وتخفيف حالات الإجهاد والتوتر، نستطيع الآن اختيار روائح العطور التي تساعدنا على تحسين حياتنا اليومية من خلال وضع الروائح التي تعمل على رفع مستوى طاقتنا وتحسين حالتنا المزاجية وبالتالي تحسين أدائنا الوظيفي والمعرفي.
متجر كنار يضع بين يديك مجموعة مختارة من أجهزة التعطير والزيوت العطرية التي تساعدك على تحسين حالتك المزاجية. تصفح منتجاتنا وابحث عن العطر المناسب لتحسين حالتك المزاجية








اترك ردا